عملية يفتاح

كانت عملية يفتاح ((بالعبرية: מבצע יפתחميفتسا يفتاح) هجوما نفذته البلماح في الفترة بين 28 أبريل و23 مايو 1948. وكانت أهداف العملية هي الاستيلاء على صفد وتأمين الجليل الشرقي قبل انتهاء الانتداب البريطاني في 14 مايو 1948. وكانت نفذته كتيبتي بلماح بقيادة إيغال آلون.

خلفية عدل

عملية يفتاح كانت جزءا من خطة دالت التي تهدف إلى تأمين المناطق المخصصة للدولة اليهودية في خطة الأمم المتحدة للتقسيم قبل نهاية الانتداب البريطاني في فلسطين.[1] مع انتهاء الانتداب في الأفق القوات البريطانية بدأت الانسحاب من أقل المناطق الاستراتيجية مثل شمال شرق الجليل. في هذه المناطق كان هناك تزاحم من كلا الجانبين لاحتلال منشآت الشرطة والجيش المهجورة. الميليشيات المحلية والمتطوعين العرب قد استولوا على معاقل الشرطة الفلسطينية في صفد وفي النبي يوشع.

القلعة في النبي يوشع

في 17 أبريل شنت مليشيات الهاغانا هجوما على القلعة في النبي يوشع، والذي فشل. هجوم ثان في 20 أبريل أسفر عن مقتل 22 من المهاجمين. ونتيجة هذه الهزيمة منح إيغال آلون قائد وحدة البلماح قيادة العملية. وأخيرا، تم الاستيلاء على النبي يوشع في 20 أبريل في هجوم ألقت فيه الطائرات قنابل شديدة الانفجار على القلعة.[2] قام قائده البريطاني في 28 أبريل بتسليم معسكر الجيش في روش بينا إلى الهاغانا/بلماح.[3][4] آلون تعامل مع الحملة إيمانا منه بأن أفضل طريقة لتأمين الحدود هو إخلاء المنطقة بالكامل من جميع القوات العربية والسكان.[5] وكان ينبغي أن تكون هذه العملية هي الأساس الذي تقوم عليه سمعته وهي أنه لم يترك أي مجتمعات مدنية عربية في أعقابه.[6]

كان عدد سكان صفد في فترة ما قبل الحرب يبلغ 10,000–12,000 نسمة من العرب و1،500 من اليهود، وكانت قاعدة لعدد يتراوح بين 700–800 من الأفراد غير النظاميين المحليين والأجانب.[7] الهجوم على صفد يشبه الهجوم على طبريا العربية في الفترة من 16 إلى 17 أبريل، حيث بدأ بهجوم مدمر بشكل خاص على قرية مجاورة مما أدى إلى فقدان الروح المعنوية في البلدة.[8]

العملية عدل

في 1 مايو 1948، هاجمت الكتيبة الثالثة بالبلماح قرية عين الزيتون على بعد 1 كيلومترا شمال صفد. فقد بدأت قصف القرية في الساعة 03:00 صباحا باستخدام إحدى قذائف الهاون الأولى من نوع دافيدكا، وكذلك قذيفتي هاون تقليدية عيار 3 بوصة وثمانية عيار 2 بوصة. وكانت الدافيدكا قذائف هاون محلية الصنع التي تطلق قذيفة ضخمة غير مجدية تقريبا بسبب عدم دقتها، ولكنها مفيدة بسببب ضوضاء القذيفة عندما تطير وتنفجر. وعلى الرغم من أنها بالكاد تتسبب في إحداث خسائر، فإن السلاح فعلا كان فعال جدا في تثبيط معنويات المدافعين العرب الذين قيل إن بعضهم اعتقد أن الانفجارات كانت «قنابل ذرية»، التي عرفوا أن اليهود قد ساعدوا على تطويرها.[9]

بمجرد دخولهم القرية معظم الشباب من الذكور البالغين فروا لكن 37 اسروا وكانوا على الأرجح من بين 70 رجلا تم إعدامهم في واد بين القرية وصفد بعد يومين. الذين بقوا في القرية قد جمعوا وطردوا. خلال اليومين القادمين فجر مهندسو البلماح وأحرقوا المنازل في القرية.[10] تبعتها العملية الفرعية عملية ماتاتي بدءا في 4 مايو، التي طهرت خمسة قبائل بدوية من وادي الأردن جنوب روش بينا".

إيغال آلون (يسار) مع أعضاء لواء يفتاح عقب الهجوم الفاشل على صفد

في 6 مايو، شنت البلماح هجوما بريا على صفد، ولكن فشلت في الاستيلاء على القلعة. عزي الفشل إلى عدم كفاية القصف. رغم المحاولات العربية للتفاوض على هدنة وتفويض الجيش البريطاني أن يتدخل، فقد شن هجوم ثان في ليلة 9–10 مايو. وقد سبق ذلك القصف بقذائف الهاون الكثيفة والمركزة التي استخدم فيها دافيدكا مرة أخرى.[11] وتصف رواية إسرائيلية الاعتداء الأخير بأنه حدث تحت أمطار غزيرة، حيث تقاتل قوات بلماح «طوال الليل، ويهاجمون على موجات فوق الشوارع الجبلية في المدينة، والقتال من بيت إلى آخر، ومن غرفة إلى أخرى».[12]

في أعقاب الاستيلاء على صفد، تحركت وحدات البلماح لتأمين الحدود الشمالية مع لبنان وسوريا. وفي الفترة من 14 إلى 15 مايو، شاركت الكتيبة الأولى من البلماح في صدام مع الوحدات اللبنانية في قدس.[13] في كتاباته اللاحقة، ادعى آلون أن حملة همس أطلقها كانت على جانب كبير من الأهمية. وانطوى ذلك على مخاتير يهود محليين الذين كانوا على اتصال بالمجتمعات المحلية العربية المحلية حيث قيل لهم "اهمسوا في آذان عدد من العرب بأن تعزيزات يهودية عملاقة قد وصلت إلى الجليل وكانت على وشك أن تنظف قرى الحولة". وعزا تقرير مخابرات جيش الدفاع الإسرائيلي نجاح هذا التكتيك في حالة عشر قرى، رغم أنه يوحي بأن البعض قد تعرض أيضا للقصف.[14] ثمة أدلة تفيد بأن "ضباط سوريين أو قادة عرب غير نظاميين أمروا بإجلاء النساء والأطفال من قرى شمال شرقي روش بينا.[3]

أعقاب عدل

على حد قول حاييم هرتسوغ، في صباح يوم 11 مايو، «بدأ الإخلاء الجماعي العربي المألوف الآن من البلدة».[15] والمدنيون الوحيدون الذين بقوا في صفد «حوالي» 100 مسلم «متوسط أعمارهم 80» و«34–36 من العرب المسيحيين المسنين». وفي أواخر مايو أو أوائل يونيو، «طرد» المسلمون إلى لبنان، وفي 13 يونيو، أزيل المسيحيون بالشاحنات إلى حيفا.[16] تم نقل 4,000–5,000 من البدو والقرويين الذين بقوا في منطقة الحولة بعد إنشاء دولة إسرائيل بالشاحنات عبر الحدود السورية خلال حرب السويس عام 1956.

المجتمعات المحلية العربية المستولى عليها أثناء عملية يفتاح عدل

القرى المستولى عليها أثناء عملية يفتاح
الاسمالتاريخالقوات المدافعةاللواءالسكان
عرب الزبيد20 أبريل 1948فر القرويونغ/م800
العلمانية20 أبريل 1984غ/مغ/م260
كراد الغنامة22 أبريل 1948أخليتغ/م350
خيام الوليد22 أبريل 1948أخليتغ/م280
كراد البقارة22 أبريل 1948غ/مكتيبة البلماح الأولى360
تليلأواخر أبريل 1948غ/مغ/م340
الدردارةأبريل/مايو 1948غ/مغ/م100
الشونةأبريل/مايو 1948غ/مغ/م170
عين الزيتون1 مايو 1948لا أحدكتيبة البلماح الثالثة820
بيريا1 مايو 1948غ/مغ/م240
غرابة1 مايو 1948غ/مغ/م220
خيام الوليد1 مايو 1948أخليتغ/م280
المفتخرة1 و16 مايو 1948غ/مغ/م350
فرعم2 و26 مايو 1948غ/مغ/م740
مغر الخيط2 مايو 1948غ/مغ/م490
قباعة2 مايو 1948غ/مغ/م460
الويزية2 مايو 1948غ/مغ/م100
جب يوسف4 مايو 1948غ/مغ/م170
هراوي5 و25 مايو 1948جيش الإنقاذ العربيغ/مغ/م
عكبرة9 مايو 194815–20 قرويكتيبة البلماح الأولى390
الجاعونة9 مايو 1948غ/مغ/م1,150
صفد9/10 مايو 1948جيش الإنقاذ العربي
ميليشيا محلية
البلماح12,610
9,780 مسلم
2,400 يهودي
430 مسيحي[17]
آبل القمح10 مايو 1948غ/مكتيبة البلماح الأولى330
الظاهرية التحتا10 مايو 1948ميليشيا قروية
20-30 رجل
غ/م350
دلاتة10–11 مايو 1948غ/مغ/م360
قديتابحلول 11 مايو 1948غ/محملة الهمس240
البويزية11 مايو 1948فر القرويونغ/م510
الخالصة11 مايو 1948ميليشيا قرويةغ/م1,840
الزوق التحتاني11 مايو 1948غ/مغ/م1,050
المالكية12 مايو 1948
تبدلت السيطرة عليها
15 مايو، 29 مايو، 7 يونيو،
عملية حيرام
جيش الإنقاذ العربي
كتيبة اليرموك الثانية
البلماح360
هونين14 مايو 1948ميليشيا قرويةغ/م1,620
الناعمة14 مايو 1948غ/مغ/م1,240
بما فيهم 210 يهودي
الشوكة التحتا14 مايو 1948فر القرويونغ/م200
خان الدوير15 مايو 1948غ/مغ/م260
قيطية19 مايو 1948غ/مغ/م940
لزازة21 مايو 1948أخليتحملة الهمس230
بما فيهم 100 يهودي
الزوق الفوقاني21 مايو 1948ميليشيا قروية
20-30 رجل
حملة الهمس160
عموقه24 مايو 1948أخليتالبلماح140
الزوية24 مايو 1948غ/مغ/م760
المنشية24 مايو 1948غ/محملة الهمسغ/م
جاحولا24/25 مايو 1948غ/مغ/م420
العابسية25 مايو 1948غ/محملة الهمس1,510
بما فيهم 290 يهودي
بيسمون25 مايو 1948غ/محملة الهمس20
الدوارة25 مايو 1948غ/محملة الهمس1,100
بما فيهم 400 يهودي
الخصاص25 مايو 1948غ/محملة الهمس530
بما فيهم 60 يهودي
ملاحة25 مايوفر القرويونحملة الهمس890
المنصورة25 مايو 1948غ/محملة الهمس360
الصالحية25 مايو 1948غ/مغ/م1,520
قدس28/29 مايو
تبدلت السيطرة عليها
7 يونيو، عملية حيرام
الجيش اللبنانيغ/م390
الدرباشيةمايو 1948غ/مغ/م310
السنبريةمايو 1948غ/مغ/م130
طيطبامايو 1948غ/مغ/م530

انظر أيضا عدل

المراجع عدل

  1. ^ Chaim Herzog, 'The Arab-Israeli Wars'. (ردمك 0-85368-367-0). p.33
  2. ^ All That Remains, p.481
  3. ^ أ ب Morris, p.121
  4. ^ Herzog. p.33. For Allon's appointment (his Palmach code-name was Sasha) see Morris, p.121
  5. ^ Morris, p.121. 'simplest and best way...'
  6. ^ Morris, p.219
  7. ^ Morris, p.102
  8. ^ All that remains, p.428. Morris p.71. Describes the 12 April attack on Khirbet Nasir ad-Din above Tiberias: 'some non-combatants were apparently killed and some houses destroyed.'
  9. ^ "Small Tastings of Torah, Judaism and Spirituality". مؤرشف من الأصل في 2018-02-12.
  10. ^ Morris, page 102. 'All that Remains', p.437: "The sight of the village being leveled had a demoralizing effect in the city'.
  11. ^ Morris, p.103. The same night a unit of Trans-Jordanian Volunteers were ordered to leave the city due to political divisions in the Arab leadership.
  12. ^ Herzog, p.34. But he makes no mention of the bombardment.
  13. ^ All that remains, p.483
  14. ^ Morris, pp.122-123. Page 124: "far more complex than Allon's subsequent recollection."
  15. ^ Herzog, page 34.
  16. ^ Morris, p.105
  17. ^ Survey of Palestine 1945/1946. (ردمك 978-0-88728-213-3). (Estimate as at 31 December 1946). Page 12.

ثبت المراجع عدل