حقوق الإنسان في ساحل العاج

ساحل العاج هي دولة جنوب الصحراء الكبرى في غرب أفريقيا. ديمقراطية رئاسية تمثيلية تجري حماية الحقوق فيها من خلال الدستور والقانون الدولي والقانون العام. بصفتها عضواً في اللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب، فهي طرف في الميثاق الأفريقي لحقوق الإنسان والشعوب وموقِع على الاتفاقيات الدولية الرئيسية لحقوق الإنسان. في عام 2011، شهدت الحرب الأهلية الإيفوارية الثانية زيادة في العنف وانتهاكات في حقوق الإنسان. على الرغم من إحراز تقدم نحو المصالحة، فإن محاكمة السيدة الأولى السابقة سيمون غباغبو (التي جرت تبرئتها في عام 2017) تشير إلى عدم معالجة الأسباب الجذرية؛ لم يُدن أحد بارتكاب جرائم ضد الإنسانية. وفقًا لتقرير منظمة حقوق الإنسان لعام 2018، فإن «عدم الانضباط المستمر من قبل أفراد الأجهزة الأمنية والتمردات العنيفة للجيش تظهر هشاشة الاستقرار المكتشف حديثًا في البلاد».[1][2]

مصادر الحقوق عدل

الدستور عدل

حقوق الإنسان محمية في دستور ساحل العاج لعام 2016، العنوان 1: الحقوق والحريات والواجبات.[3]

  • تحمي المادة 3 الحق في الحياة.
  • تحمي المادة 4 الحق ضد التمييز على أساس الدين أو الأصل أو العرق أو الآراء أو الوضع الاجتماعي أو الجنس.
  • تحظر المادة 5 الرق والتعذيب والسخرة وتشويه الأعضاء التناسلية والإتجار بالبشر.
  • تحمي المادة 6 الوصول الحر والمتساوي إلى العدالة.
  • تحمي المادة 7 الحق في محاكمة عادلة وقانونية.
  • تحمي المادة 9 الحق في التعليم والرعاية الصحية.
  • تحمي المادة 11 حق التملك.
  • تحمي المادة 15 ظروف العمل اللائقة والأجر العادل.
  • تحمي المادة 16 حقوق الأطفال العاملين.
  • تحمي المادة 17 الحق في المشاركة في النقابات العمالية.
  • تحمي المادة 19 حرية الفكر والتعبير.
  • تحمي المادة 20 حرية تكوين الجمعيات.
  • تحمي المادة 23 حق اللجوء لأي شخص يخشى الاضطهاد على أساس المعتقدات الدينية أو السياسية أو الفلسفية.
  • المادة 24 تحمي الثقافة والفن.[4]

قوانين حقوق الإنسان الدولية عدل

قبلت ساحل العاج اختصاص المحكمة الجنائية الدولية في عام 2003، ما جعل البلاد مسؤولة عن جرائم حقوق الإنسان الدولية التي ارتكبت بعد 19 سبتمبر 2002. ووقعت وصدقت على قانون روما الأساسي لعام 2002 للمحكمة الجنائية الدولية في 15 فبراير 2013.[5] على الرغم من توقيع ساحل العاج على بعض اتفاقيات حقوق الإنسان الرئيسية، لكنها لم توقع حتى الآن على معاهدات تتعلق بحقوق العمال المهاجرين والفصل العنصري والاختفاء القسري (ما يجعلها غير خاضعة للمساءلة أمام الأمم المتحدة ودول أخرى).

معاهدات حقوق الإنسان العالمية
المعاهدةالمنظمةوضِعتوقِعتصُدقت
اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأةالأمم المتحدة197919801995
البروتوكول الاختياري لاتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأةالأمم المتحدة1999-2012
اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليهاالأمم المتحدة1948-1995
الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصريالأمم المتحدة1966-1973
العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافيةالأمم المتحدة1966-1992


البروتوكول الاختياري الملحق بالعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية

الأمم المتحدة2008--
العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسيةالأمم المتحدة1966-1992
البروتوكول الاختياري للعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسيةالأمم المتحدة1966-1997
الاتفاقية الدولية لقمع جريمة الفصل العنصري والمعاقبة عليهاالأمم المتحدة1973--
اتفاقية بشأن عدم سريان التقادم على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانيةالأمم المتحدة1968--
اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينةالأمم المتحدة1984-1995
البروتوكول الاختياري لاتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينةالأمم المتحدة2002--
الاتفاقية الدولية لمناهضة الفصل العنصري في الرياضةالأمم المتحدة1985--
اتفاقية حقوق الطفلالأمم المتحدة198919901991
البروتوكول الاختياري لاتفاقية حقوق الطفل بشأن اشتراك الأطفال في النزاعات المسلحةالأمم المتحدة2000-2012
البروتوكول الاختياري لاتفاقية حقوق الطفل بشأن بيع الأطفال وبغاء الأطفال واستغلال الأطفال في المواد الإباحيةالأمم المتحدة2000-2011
البروتوكول الاختياري لاتفاقية حقوق الطفل بشأن إجراء تقديم البلاغاتالأمم المتحدة2011--
البروتوكول الاختياري الثاني للعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، الهادف إلى إلغاء عقوبة الإعدامالأمم المتحدة1989--
الاتفاقية الدولية لحماية حقوق جميع العمال المهاجرين وأفراد أسرهمالأمم المتحدة1990--
اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقةالأمم المتحدة200620072014
البروتوكول الاختياري لاتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقةالأمم المتحدة20062007-
الاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسريالأمم المتحدة2006--

مسائل عدل

أزمة 2010-2011 عدل

2010-11 أزمة ساحل العاج عدل

بعد انتخابات 2010، أعلنت اللجنة الانتخابية المستقلة المدعومة من الأمم المتحدة أن الحسن واتارا كان رئيس ساحل العاج. ومع ذلك، رفض لوران غباغبو قبول نتائج الانتخابات واستأنفها أمام المجلس الدستوري الإيفواري. وألغى المجلس النتائج. ادعى غباغبو الرئاسة، ما أدى إلى  عدم الاستقرار السياسي والعنف. وطبقاً لغيوم نجيفا، نائب مدير قسم حقوق الإنسان في عملية الأمم المتحدة في ساحل العاج، فقد مات ما لا يقل عن 462 شخصًا في أعمال العنف. نزح ما يقارب 700000 إيفواري. اعتقلت قوات واتارا غباغبو في 2011 وسلمته إلى  المحكمة الجنائية الدولية لمواجهة أربع تهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، منها القتل والاغتصاب والاضطهاد. على الرغم من ارتكاب الجانبين لانتهاكات حقوق الإنسان خلال الأزمة، لكن جرائم غباغبو هي التي جرى التحقيق فيها من قبل المحكمة الجنائية الدولية.[6][7]

الإتجار بالبشر عدل

الإتجار بالبشر في ساحل العاج مشكلة طويلة الأمد. على الرغم من أن الدولة تُستخدم في الإتجار المحلي والدولي للأطفال والبالغين، لكن الإتجار المحلي بالأطفال هو الأكثر انتشارًا، وقد حددت حكومة الولايات المتحدة الصناعات الرئيسية التي يجري فيها الإتجار بالأطفال والبالغين من الذكور والإناث.[8]

يجري الاتجار بالإناث في المقام الأول من أجل الاستغلال الجنسي والعمل القسري. تنتشر عمالة الأطفال في صناعة الكاكاو على نطاق واسع، حيث يُجلب الأطفال من البلدان المجاورة للعمل في ظروف سيئة في المزارع، وقد أرسى دستور عام 2016 موقف الحكومة القوي بشأن القضاء على الإتجار بالبشر في البلاد، مع المزيد من القوانين والعقوبات وخطة مدتها أربع سنوات لمكافحة الإتجار بالبشر، وقاموا بأول اعتقال لهم بموجب التشريع الجديد في 2018.

تعمل اليونيسف مع منظمات أخرى للمساعدة في الحد من الإتجار بالبشر والقضاء عليه في ساحل العاج. يتمركز عمال اليونيسف على حدود البلاد لاعتراض المتاجرين بالأطفال. وتعمل مع المنظمات الشريكة لها مع الحكومة للمساعدة في تعزيز وإنفاذ القوانين القائمة.[9]

عمالة الأطفال في صناعة الكاكاو عدل

تجعل عمالة الأطفال في صناعة الكاكاو ساحل العاج، التي تنتج 41 في المئة من الكاكاو في العالم، أكبر منتج للكاكاو في العالم. توفر الصناعة 60 في المئة من عائدات صادرات البلاد. يعمل في إنتاج الكاكاو ما يقارب سبعة ملايين شخص على مستوى البلاد. قدرت منظمة العمل الدولية أن ساحل العاج لديها 378000 طفل عامل. في ذلك الوقت، لم تكن الدولة قد وقعت على اتفاقية الحد الأدنى للسن. أُبلغ عن عمالة الأطفال الخطرة في مزارع الكاكاو على نطاق واسع، ودعت المؤسسات الدولية لحقوق الإنسان إلى تنظيم أفضل للمشكلة التي تؤثر على ما يقدر بنحو 15000 طفل من العبيد في المزارع. وقعت حكومتا ساحل العاج وغانا اتفاقية تعاون ثنائي في 2016 لمكافحة الإتجار عبر الحدود وعمل الأطفال القسري. [10]

المحكمة الجنائية الدولية عدل

قبلت ساحل العاج اختصاص المحكمة الجنائية الدولية في عام 2003، على الرغم من أنها لم تكن من الدول الموقعة على نظام روما الأساسي في ذلك الوقت؛ صدقت على القانون في فبراير 2013.  فتحت المحكمة الجنائية الدولية تحقيقاً بعد أزمة ما بعد انتخابات 2011، بتوجيه من المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، في جميع الجرائم المزعومة منذ 19 سبتمبر/ أيلول 2002 حتى الوقت الحاضر. كان التحقيق الأول من نوعه الذي قبلت فيه الأمة اختصاص المحكمة ولكنها لم توقع بعد على قانون روما الأساسي. بعد فتح تحقيق من تلقاء نفسه من قبل المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، صدر أمر في 2011 بالقبض على لوران غباغبو. يخضع غباغبو ووزير الشباب السابق تشارلز بليه غودي للتحقيق في جرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك القتل والاغتصاب والشروع في القتل والاضطهاد. على الرغم من أن غباغبو محتجز لدى المحكمة الجنائية الدولية، فقد جرت مراجعة اعتقاله في ضوء احتمال إطلاق سراحه حتى نهاية محاكمته. غباغبو هو أول رئيس دولة سابق يحاكم أمام المحكمة الجنائية الدولية. [11]

رابطة حقوق الإنسان الإيفوارية عدل

رابطة حقوق الإنسان الإيفوارية (الرابطة الإيفوارية لحقوق الإنسان، الرابطة الدولية لحقوق الإنسان في كوت ديفوار) هي هيئة مستقلة سياسيًا ودينيًا بهدف ضمان نظام قانوني عادل وشرعي. تأسست في 21 مارس 1987، تعتمد على التبرعات من المنظمات الشريكة. تركز الرابطة على البحث وإنتاج المواد التعليمية كجماعة ضغط من أجل سيادة القانون، وإدانة انتهاكات حقوق الإنسان وتوفير استراتيجيات للتغلب عليها. تعمل الرابطة في عدد من المجالات، بما في ذلك المساواة بين الجنسين والسلام.  لم يُعترف بالرابطة حتى عام 1990، بعد أن انتهى الحكم القمعي لفيليكس هوفويت بوانيي بوفاته. منذ الاعتراف بها، عملت منظمة ليدو مع المؤسسات الدولية للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في ساحل العاج وتوحيد المنظمات من مختلف الخلفيات الدينية والاجتماعية والسياسية في اتفاقية المجتمع المدني الإيفواري للعمل معًا من أجل السلام.[12][13]

الأمم المتحدة عدل

تشكّلت عملية الأمم المتحدة في ساحل العاج في عام 2004 (أو إن يو سي آي) لتعزيز السلام وحقوق الإنسان. وتشكلت مع تزايد الاضطرابات بين الأحزاب السياسية الإيفوارية، وعملت على إبرام اتفاق سلام. عملت عملية الأمم المتحدة في كوت ديفوار أيضًا على إضفاء الشرعية على الانتخابات وتقليل العنف من قبل الطرفين. خلال الأزمة السياسية في 2011، عملت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة على ضمان سلامة وحماية المدنيين المحاصرين في الحرب. ومُددت ولاية عملية الأمم المتحدة في كوت ديفوار عدة مرات لتعكس الوضع السياسي المتغير في البلد. قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في مارس/ آذار 2013 إنه على الرغم من أن العملية يمكن أن تقلل من وجودها العسكري بسبب زيادة الاستقرار السياسي، لا يزال بناء السلام والحوار الوطني مطلوبًا. انتهت الحملة في 30 يونيو/ حزيران 2017، لكن الأمم المتحدة والمنظمات الداعمة الأخرى استمرت في تقديم التمويل والمساعدات للحفاظ على السلام والعمل مع الحكومة لضمان الاستقرار. [14]

المراجع عدل

  1. ^ "Côte d'Ivoire Events of 2017". Human Rights Watch. مؤرشف من الأصل في 2020-12-02. اطلع عليه بتاريخ 2019-01-28.
  2. ^ "African Charter on Human and Peoples' Rights". African Commission on Human and Peoples' Rights (بالإنجليزية). Archived from the original on 2021-03-28. Retrieved 2018-10-18.
  3. ^ "Cote D'Ivoire Constitution". Constitute Project (بالإنجليزية الأمريكية). Archived from the original on 2020-09-19. Retrieved 2018-09-05.
  4. ^ "Cote D'Ivoire 2016". Constitute Project (بالإنجليزية الأمريكية). Archived from the original on 2020-09-19. Retrieved 2018-09-05.
  5. ^ "Situation in the Republic of the Côte d'Ivoire". International Criminal Court (بالإنجليزية البريطانية). Archived from the original on 2021-02-04. Retrieved 2018-09-04.
  6. ^ Nebehay, Stephany. "Nearly one million Ivorians uprooted by conflict: UNHCR". AF (بالإنجليزية الأمريكية). Archived from the original on 2019-08-08. Retrieved 2018-10-02.
  7. ^ Walt, Vivienne (21 Dec 2010). "Ivory Coast: Trying to Break a Bloody Cycle". Time (بالإنجليزية الأمريكية). ISSN:0040-781X. Archived from the original on 2020-12-01. Retrieved 2018-10-02.
  8. ^ "Child trafficking in Côte d'Ivoire: Efforts under way to reverse a tragic trend". UNICEF (بالإنجليزية الأمريكية). Archived from the original on 2020-07-30. Retrieved 2018-10-03.
  9. ^ "Cote d'Ivoire". U.S. Department of State (بالإنجليزية الأمريكية). Archived from the original on 2017-07-03. Retrieved 2018-10-03.
  10. ^ "GHANA AND COTE D' IVOIRE SIGN AGREEMENT TO FIGHT CHILD TRAFFICKING - Government of Ghana". www.ghana.gov.gh (بالإنجليزية البريطانية). Archived from the original on 2019-09-05. Retrieved 2018-10-03.
  11. ^ Tawa, Netton Prince with Engelsdorfer, Alexandra. 2017. ‘Acceptance of the International Criminal Court in Côte d’Ivoire: Between the Hope for Justice and the Concern of ‘Victor’s Justice.’ In After Nuremberg. Exploring Multiple Dimensions of the Acceptance of International Criminal Justice, edited by Susanne Buckley-Zistel, Friederike Mieth and Marjana Papa. Nuremberg: International Nuremberg Principles Academy.
  12. ^ "Ligue Ivoirienne des Droits de l'Homme". Peace Insight (بالإنجليزية). Archived from the original on 2019-04-13. Retrieved 2018-10-03.
  13. ^ C.، Saha, Santosh (1999). Dictionary of human rights advocacy organizations in Africa. Westport, Conn.: Greenwood Press. ISBN:9780313371295. OCLC:506229161.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
  14. ^ "The Final Closure of the UNOCI". United Nations Operation in Cote D'Ivoire. 26 يونيو 2017. مؤرشف من الأصل في 2021-01-13.