مستخدم:جعفر14/الكتابة السِّنْديَّة

جعفر14/الكتابة السِّنْديَّة
٭ قد تحتوي هذه الصفحة على يونيكود الألفبائية الصوتية الدولية.
حجر يعود للحضارة السندية نقش عليه الكائن أحادي القرن الأسطوري، يوجد هذا الحجر الآن في المتحف الهندي.
حجر منقوش عليه 5 أحرف من الكتابة السندية.
مجموعة من الحجارة المحتوية على الرموز السندية.

الكتابة السِّنْديَّة (بالإنجليزية:Indus script) هي مجموعة من الرموز التي أنتجتها حضارة وادي السند، خلال فترة كوت ديجي(Kot Diji) و فترة الحضارة السندية مكتملة المعالم بين عامي 3500 و  1900 قبل الميلاد. معظم النقوش التي تحتوي هذه الرموز تعتبر نقوشًا في غاية القِصَر، مما يجعل المهمة صعبةً في تحديد هل تشكل هذه الرموز نصًّا استخدِم لتسجيل لغة ما، أو حتى نظام كتابة معين.[1] و بالرغم من المحاولات العديدة،[2] فإنه لم يتم فكّ تشفير هذه الكتابة و فهم معانيها، و لكن الجهود لازالت مستمرة في سبيل ذلك. كما أنه لا توجد نقوش معروفة مكتوبة بلغتين تساعد في فك تشفير الكتابة، بالإضافة إلى أن النص لا يظهر تغييرًا كبيرًا على مرّ الزمان. و على أية حال، فإن بعض العبارات(إن صحّت تسميتها بالعبارات) تتغير اعتمادًا على الموقع الجغرافي.

و كان أول نشْر لفقمة تحمل رموزًا سندية عام 1875، ذلك في رسمة لأليكساندر كانينغهام(Alexander Cunningham).[3] بعد ذلك تم الكشف عمّا يوفق ال4000 قطعة منقوشة، بعضها يصل إلى وقت حضارة بلاد الرافدين و بعضها أقدم من ذلك. و في بداية السبعينيات نشر إيرفاذام ماهاديفان(Iravatham Mahadevan) مجموعة من النقوش السندية التي احتوت 3700 حجرًا منقوشًا و 417 علامةً مختلفة في أنماط خاصة، كما وجد أن المنقوشات متوسطة الطول تحتوي خمسة رموز، كما اكتشف أن أطول نقش احتوى 14 رمزًا مصفوفًا في سطر واحد.[4] كما قرَّر أن اتجاه القراءة يبدأ من اليمين إلى اليسار.[5]

قام علماء مثل جي آر هانتر(G.R. Hunter)،[6] و إس آر راو(S. R. Rao)،[7] و جون نيوبيري(John Newberry)،[8] و سوهاج كاك [9]بطرح فكرة وجود صلة بين نظام الكتابة السندي و الكتابة البراهمية، و لكن آخرين مثل أليكساندر كانينغهام، و كامل زفيليبيل(Kamil Zvelebil)، و آسكو باربولا(Asko Parpola) اعتقدوا أن لها صلة مع اللغة الدرافيدية.[10][11] و قام فرانك رايموند ألتشين(Frank Raymond Allchin FBA) لسبب ما بدعم حذر لاحتمالية[12][13] أنه بالرغم من أن العديد من الأشخاص الذين يدعمون نظرية أن الكتابة البراهمية تأثرت  بالأبجدية الآرامية و لكنهم يعتبرون أيضًا أنها تأثرت بالكتابة السندية.[14] و هناك احتمال آخر لاستمرار التراث السندي من خلال الرموز المخطوطة على الجدران المغليثية(نوع صخور) في جنوب و وسط الهند و سريلانكا، تلك الرموز غالبًا لا تشكل نصًّا لغويًّا و لكنه يتقاطع مع بعض الرموز السندية.[15][16]

مجموعة الرموز عدل

توجد الأمثلة القديمة على نظام الترميز السندي في الرموز الموروثة من الشعوب السندية الأولى و من حضارة وادي السند، و يعود عمرها إلى القرن ال35 قبل الميلاد.[17][18] أما فترة الحضارة السندية مكتملة المعالم، من 2600 إلى 1900 قبل الميلاد، فإن الرموز غالبًا ما كانت توجد منقوشة على حجارة مسطحة و مستطيلة تسمى حجارة النقش(stamp seals)، كما وجدت الرموز على عناصر أخرى عالأدوات، و الألواح، و الجواهر، و الفخار. و قد كتبت الرموز بعدة طرق كالحفر و النحت و الرسم و الزخرفة، و كان ذلك على عناصر مصنوعة من عدة مواد، كالحجر الأملس، و العظام، و الصَّدَف، و الطين النضيج، و الحجر الرملي، و النحاس، و الفضة ، و الذهب.[19] و كانت صور بعض الحيوانات كالثيران، و الفيلة ، و الكركدنيات ، و جواميس الماء ، و أحادي القرن الأسطوري، تظهر غالبًا على حجارة النقش مصاحبة للنص المكتوب لتساعد الذين لا يعرفون القراءة أن يعرفوا أصل ذلك النقش.[20]

الحضارة السندية المتأخرة عدل

بعد عام 1900 قبل الميلاد، انتهى الاستخدام النظامي للرموز، ذلك بعآخر مرحلة من الحضارة السندية مكتملة العوالم(Mature Harappan civilization). و زُعِم أن الرموز السندية استمرت في الظهور حتى عام 1100 قبل الميلاد عند بداية العصر الحديدي في الهند. و أظهرت الاستكشافات على الشاطيء قرب بيت دواركا(Bet Dwarka) في كجرات وجود حجارة نقش سندية تابعة للحضارة المتأخرة تحتوي على رسم لحيوان ثلاثي الرؤوس، كما كشف عن وعاء أرضي منقوش عليه ما أدعي أنها الكتابة السندية في الحضارة المتأخرة، بالإضافة إلى إيجاد كمية كبيرة من أوعية الطعام. و يعود تاريخ التألق الحراري الخاص بالأوعية إلى عام 1528 قبل الميلاد، الشيء الذي استُخْدِم للتدليل على أن الحضارة السندية المتأخرة بقيت إلى نحو عام 1500 قبل الميلاد.[21]

الميزات عدل

نقش لعشر رموز وجد في دولافيرا(Dholavira) غرب الهند.

رُسِمَت الرموز بخط كبير ولكنها تحوي العديد من العلامات المجردة. و يُعْتَقَد بأن النقوش كُتِبَت غالبًا من اليمين إلى اليسار(ذلك بسبب وجود عدة مشاهدات للرموز و هي تنضغط في الجهة اليسرى، ذلك كما لو أن الكتابة لم يتبقى لديه مساحة إلى نهاية السطر)، و لكن الكتابة تتبع أسلوب ثنائي الاتجاه في بعض الأحيان. و وجد إلى الآن 400 رمز رئيسي،  باعتبار أن ذلك رقم كبير حتى يستطيع الإنسان استذكار رسم كل رمز، بالتالي افترضت الكتابة بشكل عام أنها تستخدم الحروف للدلالة على الحالة الصرفية الخاص بالجملة.

مسألة فك التشفير عدل

هناك فرضية معارِضة قدمها مايكل ويتزِل(Michael Witzel) و ستيف فارمر، تقول الفرضية أن هذه الرموز لست رموزًا لغوية أساسًا، غهي ترمز للعائلات، و  القبائل، و الآلهة، و المفاهيم الدينية، و هي مماثلة لشعارات النبالة و أعمدة الرسم الطوطمي.[22] و في مقالة نشرت عام 2004، قدم فارمر و سبروت و ويتزِل عددًا من الأدلة على أن الرموز السندية ليست لغوية. كانت الأدلة الرئيسية تتركز على: القِصَر الكبير في النقوش السندية، و وجود كمية كبيرة من الرموز الفريدة (حيث تزيد على فترة ال700 عام الخاصة بالحضارة السندية مكتملة المعالم)، بالإضافة إلى قلة التكرار المنتظم للإشارات العشوائية، هذا التكرار موجود في اللغات التقليدية.[23]

و قال آسكو باربولا(Asko Parpola) في مراجعة لأطروحة فارمر و سبروت(Sproat) و ويتزيل في 2005:"يمكن دحض هذه الأدلة بسهولة".[24] حيث استشهد بوجود عدد كبير من الرموز الفريدة في اللغة الصينية و أكد أن هناك "دافعًا بسيطًا لتكرار الرموز في نصوص الفقمات القصيرة المكتوبة في بداية اللغات التي تستخدم الحروف للدلالة على تصريف الجملة". و قد سؤل باربولا نفس السؤال في إحدى محاضراته عام 2007،[25] فقام باستعراض الدلائل العشرة في الأطروحة المعارضة و قدمًا دليلًا على نفي كل واحدة منها.

و في ورقة بحثية نشرت عام 2009 لراجيش راو(Rajesh P N Rao) و إيرفاذام ماهاديفان(Iravatham Mahadevan) و آخرين في مجلة ساينس،[26] واجه العلماء الطرح القائل بأن الكتابة السندية نصوص غير لغوية. حيث قامت الورقة باستخدام الإنتروبيا المشروطة على النقوش السندية في إيجاد التوافق الكبير بين الكتابة السندية و أنظمة اللغة التي تستخدم الحروف للدلالة على الصرف كاللغة السومرية و الفيدية السنسكريتية و غيرها، ذلك مع إبقاء التركيز على أن الكتابة السندية بنفسها فقط على تدل على أنها نظام لغوي. و جاءت دراسة بعدها قدمت مزيدًا من الأدلة القائمة على الإنتروبيا لسلسلة أطول من الرموز للمقارنة مع الأنظمة اللغوية الأخرى.[27] و على أية حال، فقد قال سبروت أن الورقة البحثية عام 2009 تحتوي الكثير من الأشياء غير المفهومة، حيث أن النموذج المستخدم بها لا يمتلك تلك القوة التمييزية الكبيرة، و قد اعتمدوه في المقارنة بين الكتابة السندية و الأنظمة اللغوية المعروفة، حيث تم إدخال الكتابة السندية في ذلك النموذج، و أخذ القراءات، ثم إدخال نظام لغوي معروف كرموز آلهة بلاد ما بين النهرين، ثم وجدوا أن القراءات متشابهة مع الكتابة السندية، و لكن رأي سبروت أن النموذج لا يمتلك قوة تمييزية كبيرة بين المدخلات بالتالي فمن الممكن أن لا تكون الأنظمة اللغوية غير متشابهة إلا أن النموذج أعطى نتائجًا متشابهة لكليها. قام راو و زملاؤه بالرد على سبروت في مجلة اللغويات الحسابية(Computational Linguistics) عام 2010.[28] ثم نشر سبروت مقالة في عدد يونيو 2014 في مجلة لانجويج(Language) مزيدًا من الدلائل على أن المنهجية التي اتبعها راو و زملاؤه غير صالحة.[29] و تم نشر رد راو و زملاؤه على مقالة سبروت بالإضافة إلى استجابة سبروت لذلك في عدد ديسمبر 2015 من مجلة لانجويج.[30][31]

محاولات فكّ التشفير عدل

قُدِّمَت الكثير من عمليات فك التشفير على مدار السنوات، و لكن لم يتكون هناك إجماع للعلماء على طريقة معينة لفك التشفير.[32] و تعتبر العناصر الآتية من العوائق الكبرى التي تواجه أي محاولة فك تشفير ناجحة:

  • لم يتم تحديد اللغة الأساسية التي بنيت عليها الكتابة السندية بالرغم من وجود 300 كلمة مستعارة في السندية من لغة الريجفدا، لكن ذلك لا يمثل إلا نقطة بداية جيدة للبحث.[33][34]
  • يصل متوسط طول النقوش السندية إلى أقل من 5 رموز، و أطولها يبلغ طوله 26 رمزًا،[35] ذلك على الرغم من اكتشافات حديثة لألواح نحاسية تعود لفترة الحضارة السندية مكتملة المعالم إحداها تمتلك 34 حرفًا منقوشًا.[36]
  • لم يكتشف للآن نقوش ثنائية اللغة(مثل الحجر الرشيد) تضم السندية مع لغة أخرى بحيث نعلم مع اللغة التي كانت مرتبطة بالسندية.

يعتبر هذا الموضوع شعبيًّا بين علماء الآثار الهواة، و كان هناك العديد ممن ادعى أنه استطاع فك الشيفرة الخاصة بالكتابة السندية،  و من تلك المحاولات ما كان مشتركًا بين بعض العلماء.[37]

فرضية اللغة الدرافيدية عدل

قام الباحث الروسي يوري نوروزوف(Yuri Knorozov) بالاعتماد على التحليلات الحاسوبية بطرح فكرة أن اللغة الدرافيدية هي المرشح الأقوى للغة التي خطت بها الكتابة السندية.[38] و سبقه في ذلك هينري هيراس(Henry Heras) الذي قدم قراءات متعددة للرموز بناء بافتراض أنها مكتوبة باللغة الدرافيدية البدائية.[39]

و كتب الباحث الفنلندي آسكو باربولا(Asko Parpola) أن الكتابة السنية "تنتمي غالبًا لعائلة اللغات الدرافيدية".[40] و قام  باربولا بقيادة فريق فنلندي بين فترة الستينات و الثمانينيات، كان هذا الفريق يقوم بما قام به فريق نوروزوف السوفييتي، حيث حاولوا استكشاف حقيقة الكتابة باستخدام التحليل الحاسوبي. و قدم الفريقات عدة قراءات للرموز على أساس أنها من اللغة الدرافيدية البدائية. و أيد الكثيرون ما طرحه باربولا و نوروزوف، إحدى تلك القراءات هي الكلمة الدرافيدية "مين(min)" التي تعني "سمكة" كما تعني "نجمة"، و قد أجيزت هذه القراءة عندما لوحظ وجود سمكة و نجمة معًا على على إحدى الرسمات على أحد الحجارة السندية المنقوشة.[41] و يوجد شرح شامل متعلق بعمل باربولا حتى عام 1994 في كتابه فك تشفير الكتابة السندية (Deciphering the Indus Script).[42]

و يقول إيرفاذام ماهاديفان(Iravatham Mahadevan)- أحد المؤرخين المؤيدين للفرضية-: " إننا نأمل أن نجد الجذور اللغوية الدرافيدية البدائية الخاصة باللغة السندية و اللغات الدرافيدية جنوب الهند، فهن متشابهات. إن هذه إلا فرضية [...] و لكنني لا أحلم أن أستطيع أن أفك تشفير الكتابة السندية، و أنا لست نادمًا على ذلك".[43] و وفقًا لِماهاديفان، فقد اكتُشِفَت أداة حجرية في قرية مايورام(Mayuram) التاريخية تحمل علامة مشابهة للرموز في الكتابة السندية. و تعود هذه الأداة الحجرية إلى الألف الثاني قبل الميلاد، أي بعد اندثار حضارة وادي السند. و يعتبر ماهاديفان ذلك دليلًا على أن اللغة نفسها استخدمها الناس في العصر الحجري الحديث في جنوب الهند و فترة السند المتأخرة.[44][45]

في مايو 2007، وجد قسم الآثار في حكومة تاميل نادو مجموعة من الأواني الخاصة بالطعام التي احتوت على علامات رؤوس السهام خلال الحفريات في ميلابيرومبالام(Melaperumpallam) قرب مدينة بهار في الهند. و زعم أن هذه الرموز تملك شبهًا كبيرًا مع الحجارة المنقوشة المكتشفة في عشرينيات القرن الماضي في موهينجو دارو في ما يسمى الآن بباكستان.[46]

فرضية اللغة السَّنْسَكْرِيتية عدل

رمز عقدة المالانهاية مرسوم في النقوش السندية(اليسار)، و نفس العقدة موجودة في نقش في لغة أخرى يحتمل أنها الدرافيدية البدائية أو السنسكريتية البدائية(اليمين).  

زعم عالم الآثار الهندي إس آر راو(S. R. Rao) أنه استطاع فك تشفير الرموز السندية. حيث قارنها بالأبجدية الفينيقية، و وضع قيمًا صوتية لها بناءًا على تلك المقارنة. أنتج فك التشفير الخاص به قراءةً سنسكريتية (الهندية الآرية) للغة، يتضمن ذلك الأرقام: آيكا، ترا، تشاتوس، بانتا، هابتا\سابتا، داسا، دفادسا، ساتا (1, 3, 4, 5, 7, 10, 12, 100).[47] و قد لاحظ أيضًا تشابهات كبيرة في الشكل بين الأحرف السندية الحديثة و الحروف الفينيقية، فقال أن الفينيقية تطورت من الكتابة السندية، و لم تتطور من الأبجدية السينائية الأولية كما تقول النظرية الكلاسيكية.[48]

رفض جون ميتشينير(John Mitchiner) بعضًا من هذه المحاولات، حيث ذكر أن هذه " التجارب تركتز الأصوات بشكل كبير و لكنها لا تزال محاولات شخصية و غير مقنعة لاكتشاف الأساس الهندي الأوروبي في الكتابة السندية كما يفعل راو".[49]

و قد شوهد هناك دعم لنظرية الصلة بين الكتابة السندية و الكتابة البراهمية، ذلك بسبب التشابهات الشكلية بين البراهمية و اللغة السندية المتأخرة. حيث يوجد عدد كبير من الرموز و الأرقام المتماثلة بينهما.[50][51][52] و قال جريجوري بوسيل(Gregory Possehl) في كتابه:"العصر السندي:نظام الكتابة(1996)" أن الصلة البراهمية-السندية التي قدمها سوباش كاك(Subhash Kak) هي الأكثر منطقية من ناحية أكاديمية.

فرضيَّات أخرى عدل

لقد كان هناك العديد من الفرضيات فيما يتعلق باللغات ذات العلاقة مع الكتابة السندية. إحدى أشهر تلك الفرضيات هي أن الكتابة السندية تنتمي إلى الهندية الآريَّة. و على أية حال، فهناك العديد من المشاكل أمام هذه الفرضية، إحدى المشاكل الرئيسية هي الآتية: بما أن الناس ذوي الثقافة الهندو-أوروبية كانوا دائمي الترحال، فإنه من المؤكد أن الخيول لعبت دورًا في غاية الأهمية في حياتهم كما قال باربولا: " لا يوجد مفرّ من حقيقة أن الأحصنة لعبت دورًا مركزيًا في الثقافة الهندوسية القديمة و الثقافة الإيرانية... "(Parpola, 1986). و على أية حال، لا يوجد تصور أو رسم للخيول على الحجارة المنقوشة و حتى لا يوجد بقايا للخيول التي وجدت في شبه القارة الهندية قبل عام 2000 قبل الميلاد. بناءًا على ما سبق، يظهر لنا أنه غالبًا لم يوجد متحدثون للغة الآرية في وادي السند قبل عام 2000 قبل الميلاد.

و تقول فرضية غير شائعة أن الكتابة السندية تنتمي  إلى عائلة اللغات الموندية. تمتلك عائلة اللغات الموندية عددًا كبيرًا من المتحدثين بها في الهند الشرقية، و هي تنتمي إلى بعض اللغات في جنوب شرق آسيا. و على أية حال، فإنه كما الحال في اللغة الهندية الآرية، فإن المصطلحات القديمة الخاصة باللغات الموندية لا تعكس الحضارة السندية. بالتالي فإن احتمال أن تكون هي اللغة السندية ضعيفة جدًا.[53]

و يربط الباحثون نظام كتابة اللغة السندية بنظام الكتابة الفارسي القديم، حيث عاصرت اللغتان بعضهما البعض. و قد اكتسب العلماء معرفتهم باللغة الفارسية القديمة من خلال نُصُب تذكاري ثنائي اللغة اسمه "طاولة الأسد" في متحف اللوفر. و احتوى النصب على نفس النص الموجود في نظام الكتابة الأكادي، و نظام الكتابة الفارسي القديم. و عند مقارنة تلك اللغة مع الكتابة السندية، يظهر وجود عدد من الرموز المتماثلة.[54]

تحتبر لوحة دولافيرا(Dholavira) إحدى أطول الكتابات السندية، مع ظهور رمز واحد أربعة مرات، و تشكل هذه اللوحة بحجمها الكبير و طبيعتها العامة دليلًا واضحًا بين أيدي الباحثين الذين يؤكدون أن الكتابة السندية تمثل لغة و نظام كتابة و قراءة متكامل.

هناك العديد من اللغات التي وجد فيها ارتباط مع اللغة السندية كالأوسترواسياتيكية(Austroasiatic) و الصينو-تيبيتية(Sino-Tibetan). و هناك احتمالات إضافية تضم لغات معزولة مجاورة للمنطقة كالبروشسكي، و الكوسوندا(Kusunda)، و النيهالي(Nihali)، بالإضافة إلى لغة الحضارية السومرية التي كانت ذات اتصال تجاري مع حضارة وادي السند.

الترميز عدل

وضعت الرموز السندية تحت المعيار الدولي 15924، و أعطي ترميز: "Inds". و تم ترشيح الكتابة السندية للحصول لتأخذ ترميزًا خاصًا ضمن المستوى التكميلي متعدد اللغات الخاص بالكتابات التاريخية التي استخدمت في حقل معين، و لكن مجمع اليونيكود لا يزال يضعها على قائمة الدراسة. و في المؤتمر الدولي لموهينجو دارو و الحضارة السندية عام 2017، قام المهندسان أمار فاياز بوريرو(Amar Fayaz Buriro) و شابير كومبار(Shabir Kumbhar) بهندسة جميع رموس الكتابة السندية البالغ عددها 1839 و تم تقديمها كخط مطوَّر.[55][56]

المصادر عدل

المراجع عدل

[[:تصنيف:أنظمة كتابة العصر البرونزي]][[:تصنيف:حضارة وادي السند]][[:تصنيف:أنظمة كتابة مع رموز 4 حروف بإيزو 15924]][[:تصنيف:أنظمة كتابية غامضة]]