كيفية أن تصبح مديرا تنفيذيا

لا يحدث أبدًا أن يصبح شخصًا مديرًا تنفيذيًا بين ليلة وضحاها، بل يجتهد الراغبون في هذه الوظيفة اجتهادًا كبيرًا ويرتقون السلم الوظيفي على مدار سنين من العمل المضني وصولًا لتلك المرحلة بفضل مثابرتهم وامتلاكهم للصفات التي تؤهلهم لإدارة الشركات والمنظمات الكبرى. إن أردت أن تصبح مديرًا تنفيذيًا، اقرأ هذا المقال لتتعرف أكثر على الطريق نحو حلمك وكذلك ما يساعدك على تحقيق النجاح حال وصولك لهذا المنصب غير السهل على الإطلاق.

طريقة 1

طريقة 1 من 2:

الشهادة الدراسية

تنزيل المقال

1
احصل على شهادتك. إن أردت أن تصبح مديرًا تنفيذيًا ستحتاج لأن تتفوق بالدراسة وتحصل على شهادة جامعية في مجال عملك المنشود. كما ينبغي أن تحاول الالتحاق بإحدى الجامعات التي تتعلق بمجال إدارة الأعمال، لكن ينبغي أيضًا أن تحاول أن تتضمن دراستك ذلك المجال، ولا تقتصر عليه، لتستطيع تغيير مستقبلك المهني إن لم يحالفك الحظ في أن تصبح مديرًا تنفيذيًا.
- يلتحق الكثير من المديرين التنفيذيين المحتملين بجامعات مختلفة ثم يعملون كموظفين لبضعة سنوات ثم يعودون لدراسة ماجستير إدارة الأعمال "MBA" بعد ذلك ليتأهلوا لوظيفة المدير التنفيذي، لذلك لا تؤخر التحاقك بوظيفة جيدة وتركز على دراسة إدارة الأعمال لا غير، بل ابدأ في مشوارك المهني، ثم استكمل دراستك لاحقًا.
- كلما كانت الشركة التي تحلم بأن تترأسها كبيرة، كلما كان مهمًا أن تتخرج من جامعة أو أكاديمية تتعلق بنفس المجال، فإن أردت أن تصبح المدير التنفيذي لشركة ميرسك للملاحة البحرية مثلًا، فبإمكانك أن تلتحق بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا بقسم الملاحة البحرية. يوجد بالطبع الكثير من المديرين التنفيذيين الذين لم يدرسوا بنفس مجال الشركة التي يديرونها أو يحصلوا على ماجستير إدارة الأعمال، لكن من الأفضل أن تتخرج من جامعة كبيرة ذات اسم رنَّان في بلدك أو عالميًا، وضع في اعتبارك كذلك كليات التجارة وإدارة الأعمال الحكومية.
2
خصص وقتًا إضافيًا لتعلم "الماليات". لا شيء يساعد المدير التنفيذي على اتخاذ قرارات صائبة تخص الشركة أكثر من معرفته الشاملة بالشؤون المالية، وبينما يمكنك تعلم الكثير عن الشؤون المالية في أي وقت من حياتك، إلا أن سنوات الجامعة هي أفضل فرصة يمكنك أن تستغلها لدراسة الشؤون المالية. إن لم تستطع الالتحاق بقسم المحاسبة أو الاقتصاد بالجامعة، حاول الالتحاق بدورات تدريبية مكثفة عن تلك الموضوعات.
- استغل جميع الفرص التي تجدها من مؤتمرات ودورات تدريبية ومناسبات أخرى بمجرد أن تنضم لفريق العمل بإحدى الشركات، فالمدير التنفيذي الجيد لا يتوقف أبدًا عن التعلم وإنعاش معلوماته وزيادتها ومواكبة كل ما هو جديد في علوم الإدارة.
3
كوِّن علاقات كثيرة مع الآخرين منذ بداية مشوارك. احضر المؤتمرات والندوات التي تتعلق بالإدارة منذ أن تلتحق بالجامعة، وقدِّم للحصول على فترات تدريب بالشركات الكبرى وحاول أن تُظهر اجتهادك بالعمل ومهاراتك القيادية، واستمر في التقديم للحصول على فترات تدريب بالكثير من الشركات لتستطيع الانضمام لواحدة أو لعدة شركات خلال فترات متلاحقة. كما بإمكانك التطوع ببعض المنظمات والجمعيات الخيرية. باختصار اجتهد للحصول على أكبر قدر من التدريب والمعرفة أثناء فترة الجامعة لتضع نفسك على مسار مشوارك المهني حتى قبل أن تبدأه فعليًا.
- لا تتردد في أن تُظهر مهاراتك في العمل ونزعتك القيادية بالأماكن التي تعمل أو تتدرب بها لأنك لا تعلم أبدًا مَن قد يلاحظ مهاراتك واجتهادك ويساعدك في سبيل الوصول لوظيفتك الأولى، سواء بكلمة طيبة عنك أو ترشيحك المباشر لأرباب العمل.
4
تطلَّع إلى الأفضل دائمًا. حاول أن تجتهد في وظيفتك التي تعمل بها أو تتدرب وكأنك تريد أن تمتلك الشركة بأسرِها، فالموظفون الذين يتمتعون بالحيوية والجدية في عملهم قليلون، لذلك كن نشيطًا ومتحمسًا لعملك وتأكد أن مديرينك سيلاحظون ذلك. حاول أن تتقبل المهام الإضافية بصدر رحب، بل اسعَ لتولي المزيد من العمل، في مختلف الأقسام، قدر الإمكان، وافعل كل ما بوسعك لتبين لمديرينك أنك جادٌ بخصوص مستقبلك المهني.
- ابذل قصارى جهدك في التواصل مع من هم أعلى منك في السلم الوظيفي، سواء داخل مقر العمل أو خارجه، ولاحظ الطريقة التي يتصرفون ويتحدثون بها، بل اطلب -إن أمكن- من شخص أعلى مكانة وظيفية منك أن يكون مرشدك. أسوأ ما قد يحدث أن يرفض لأي سبب كان، ولا مشكلة من الرفض، أما إن وافق، فستكون فرصة جيدة جدًا لتترقى بعملك وتتعلم المزيد والمزيد.
5
كن مرنًا. يغفل الكثيرون حقيقة أن الطموح من أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها القائد. الانفتاح على تجربة عدة طرق مهنية جزء لا يتجزأ من كونك شخصًا طموحًا ومتحفزًا للتقدم في مستقبلك المهني، لذلك يجب أن تكون متقبلًا لفكرة تغيير مواعيد مناوبات العمل أو تغيير مكان العمل نفسه لتقدر على التقدم في مسارك المهني؛ إن استطعت استغلال فرصة العمل كمدير قسم، لكن في واحدة من فروع الشركة البعيدة، والتي لا يرغب الموظفون الآخرون في الذهاب إليها لبُعد المسافة، فلا تتكاسل عن هذا التحدي، فقد يكون ذلك طريقك لنيل الترقية المأمولة.
- بإمكانك أن تتفقد الوظائف الخالية التي تبدو فرصًا حقيقية للترقي سواء بشركتك أو بشركات أخرى بمجرد أن تقضي عامًا أو عامين في شركتك الأولى، خاصة إن شعرت أنه يتم تجاهلك فيما يتعلق بالترقيات. لقد بدأ الكثير من المديرين التنفيذيين مستقبلهم المهني كمديرين للأقسام أو مديرين مساعدين أو بوظيفة نائب المدير قبل أن يتولوا إدارة الشركات التي يترأسونها الآن.
- لا تخشَ من خوض تجربة ريادة الأعمال، فالمديرون التنفيذيون يتشاركون الكثير من الصفات مع رواد الأعمال، لذلك فإن من يخطط لواحدة منهما يمكنه أن يصبح الأخرى؛ إن سنحت لك الفرصة لتُنشئ مشروعك الخاص وتديره، فلا تتردد أبدًا، فإنشاء شركة من الصفر أمر لا يُستهان به أبدًا في عالم العمل.
بإمكانك أن ترشح نفسك لتصبح عضوًا بمجلس الإدارة بإحدى الشركات الكبيرة؛ تزيدك هذه التجربة خبرةً في التعامل مع أعضاء مجلس إدارة الشركة التي تعمل بها حاليًا عندما تصبح مديرها التنفيذي في المستقبل، كما أن الانضمام لمجالس إدارة الشركات إنجاز كبير يفتح لك الكثير من الآفاق بمجال إدارة الأعمال.

طريقة 2

طريقة 2 من 2:

المدير التنفيذي المثالي

تنزيل المقال

ليس بالضرورة أن يكون المدير التنفيذي لشركةٍ ما هو مؤسسها أو مالكها، فالمدير التنفيذي يختلف في نهاية الأمر عن رائد الأعمال. كما أن المدير التنفيذي ليس مجرد شخص مسؤول عن حسابات الشركة أو شخص مدمن للعمل، بل تتعلق وظيفة المدير التنفيذي بعملية "إدارة الشركة"؛ بدءًا من اتخاذ القرارات المالية وحل المشكلات الكبيرة التي تواجهها الشركة، إلى النجاح في تحقيق الربح المطلوب عامًا تلو الآخر. يعني ذلك أن المدير التنفيذي هو مزيج من شخص جالب للأفكار الإبداعية (مثله مثل رائد الأعمال)، ولديه القدرة على التخطيط للمستقبل والجرأة على المجازفة، بالإضافة للدقة فيما يتعلق بالأمور المالية والموارد البشرية والقابلية على التفكير في أدق التفاصيل التي تحقق أفضل النتائج الممكنة (التطلع للمثالية).
يصل الكثير من المديرين التنفيذيين لهذا المنصب بعد عدة أعوام – أحيانًا عدة عقود – من العمل بنفس المجال، أو حتى بنفس الشركة. لذلك ينبغي ألا تنسى جذورك بمجرد أن تصل لقمة الشجرة، بل استغل كل الخبرات التي اكتسبتها طوال مشوارك المهني بذلك المجال لتستطيع إدارة الشركة على أفضل وجه، وافهم الفرق بين النظريات المكتوبة والقواعد العملية التي يقوم عليها أي عمل، ولا تفقد صلتك بمن يمكنهم إفادتك بتفاصيل عن المواضع التي لم تعد متصلًا بها بقوة في مجال عملك، محاولًا بكل جهدك تفهم التوجهات والمعتقدات التي يتبناها الموظفون الصغار تجاه الشركة.
3
اكتسب الرؤية التي تقود بها الشركة إلى النجاح. إن أردت أن تصبح مديرًا تنفيذيًا عظيمًا، فلا بديل عن الوصول لصيغة تحكم في شركتك، وهو ما يتحقق بتأسيس بيئة عمل إيجابية تتحلى بمعايير وقواعد ثابتة. بمعنى آخر، يزرع المدير الناجح في موظفي شركته الشعور بأنهم جزء من كيان فريد أكبر، وقيمة العمل الجماعي، وحقيقة أن مصلحة مكان العمل أهم من كل قسم من أقسامه على حدة. استوعب أن توجهاتك وتصرفاتك، بصفتك رأس القمة، وأسلوبك مع موظفي الشركة، وكل ما تقوم به، هو ما يحدد إيقاع العمل وصولًا لأصغر موظف في الشركة.
- اطلب من موظفي الشركة أن يعطوا كل ما لديهم للشركة، لكن اسمح لهم في الوقت نفسه باقتراف الأخطاء، وأظهِر لهم أن الشركة تؤمن بهم وبقدراتهم، وامنحهم ثقة الاستمرار في وظائفهم والترقي والتقدم طالما أنهم كفؤ لذلك. شجع الموظفين على زيادة إنتاجيتهم وعلى المجازفة وعلى تقييم أنفسهم بأنفسهم. في نفس الوقت، ينبغي أن تكون لك الكلمة الأخيرة بالطبع إن كان هناك شيء لا يتماشى مع متطلبات العمل.
تُحتم عليك وظيفتك كمدير تنفيذي أن تدير الشركة بأكملها، فبالرغم من أنك تكلِّف من ترأسهم بالكثير من المهام اليومية، لكنك في النهاية الشخص الوحيد الذي ينظر للشركة من أعلى، والذي يستطيع أن يرى نسيج الشركة كاملًا بينما تكبر الشركة وتتغير. يجب أن تضع في اعتبارك استغلال ما تراه لصالح الشركة وأن تتواصل مع مديري الأقسام والموظفين وتشرح لهم بوضوح ودقة الخطط التي تضعها والقرارات التي تتخذها من أجل الشركة، ففهم الموظفين الصحيح لرؤيتك سيمكِّنهم من مساعدتك على تحقيق تلك الرؤية على أرض الواقع.
5
ابقَ على تواصل دائم. لا تقتنع أبدًا بوهم أن المدير التنفيذي مكانه في برج عاجيّ، بينما يسير العمل بالأسفل وفقًا لقراراته الآمرة النافذة التي يرسلها إلى الموظفين. بل العكس هو الصحيح، فالمدير التنفيذي الناجح دائمًا ما يتواجد في كل مكان ويعلم بأدق التفاصيل ويزور جميع الأقسام ويتحدث إلى الموظفين ويستمع إلى آرائهم. بالطبع ينبغي أن تقضي بعضًا من وقتك بالأعلى مشغولًا بوضع الخطط المُسبقة والإطار العام للشركة، لكن ينبغي أن تقضي ما تبقى من وقتك في خضم الأحداث والتفاعل المباشر معها.
- بإمكانك أن تلجأ للإدارة التفصيلية لتُبين لأحد الموظفين أو رؤساء الأقسام كيف يقوم بمهمة معينة، ولا تؤنب الموظفين أو تُخبرهم بما أخطأوا به فحسب، بل حاول أن تقوم أنت بالمهمة بنفسك أمامهم وتشرح لهم خطوة بخطوة، فالقائد الناجح يقود مرؤوسيه ويكون قدوة لهم بدلًا من إهانتهم أو التقليل من شأنهم.
سيتحتم عليك أن تفكر في مستقبل الشركة بمجرد أن تصبح مديرها التنفيذي، لذلك يجب أن تخطط مسبقًا للخطوات القادمة من أجل مستقبل الشركة وأن تتوقع المشاكل التي قد تواجهها، كما ينبغي أن تفكر دائمًا في موقع الشركة بالنسبة للشركات الأخرى؛ كيف يمكن أن تحافظ على شركتك لتظل متربعة على عرش السوق؟ وإن لم تكن شركتك كذلك، كيف يمكنك أن تزيح الشركات المنافسة عن طريقك؟ تلك هي الأسئلة التي ترشدك في الاستراتيجية الإدارية التي تضعها لشركتك ولاتي تضمن لك أن تكون مديرًا تنفيذيًا ناجحًا.

أفكار مفيدة

المعاملة الآدمية للموظفين يجب أن تكون قاعدتك الأساسية ممتنعًا نهائيًا عن إهانتهم والتقليل منهم.
تحلَّ بالشفافية، وحاول الاستماع لنصائح واقتراحات فريق العمل ووضعها حيذ التنفيذ، ما يُساعد على جعلهم جزءًا لا يتجزأ من عملية التقييم، كما أنهم سيعملون بشكل أفضل ويشعرون بالولاء لك إن كنت تحترم آرائهم وتستمع لها وتقدِّرها. فريق العمل هم من يعملون معك مباشرةً، لذا كن لهم قائدًا رائعًا ولا تخشاهم أبدًا، فالقائد الناجح لديه فريق ناجح يثق به.